تسهم نتائجه في اعادة رسم السياسات والتخطيط الملائم للتعليم
الامارات الأولى عربياً في تقييم PISA بدورته 2015
جميلة المهيري: تعاون وثيق مع المؤسسات التعليمية بالدولة لتوحيد الرؤى والخطط تعزيزاً للنتائج المستقبلية في التقييم
تصدرت دولة الامارات قائمة الدول العربية بحصدها المركز الأول في تقييم PISA بدورته الأخيرة 2015 ، في مجالاته المتنوعة بمواد الرياضيات والعلوم والقراءة، حيث شارك فيه 15 ألف طالب وطالبة، موزعين على مدارس الدولة الحكومية والخاصة، ومن مختلف المناهج الدراسية.
وشاركت الدولة في تقييم PISA للمرة الثالثة، حيث سبق لها أن شاركت في الدروتين الماضيتين للأعوام (2009-2012)، وهو تقييم يقيس مهارات الطلبة لسن 15 عاماً في مواد العلوم والرياضيات والقراءة كل 3 سنوات، ويفيد صناع القرار التربوي بتقدير البيانات الناتجة عن التقييم بغية الاستفادة منها في رسم السياسات والتخطيط الملائم المرتبط بالمواد المشار إليها، وإجراء التصحيح المستمر في المنهجية التعليمية المتعلقة بها.
وتعقيباً على ذلك، قالت معالي جميلة المهيري وزير دولة لشؤون التعليم العام إن تقييم PISA ، غير مرتبط بمنهج دراسي محدد، كون طبيعة التقييم وهدفة يتمثلان في قياس جاهزية الطلبة ليكونوا فعالين في الحياة العملية عبر اكتساب مهارات حياتية عديدة منها مهارات التفكير العليا، وأن يكونوا قادرين على تطبيقها ضمن سيناريوهات الحياة المتنوعة ليصبحوا عناصر فاعلة في المجتمع.
وذكرت أن التقييم يكتسب أهمية خاصة نظراً لأنه يدخل ضمن قائمة الأجندة الوطنية، التي ترسم ملامح مستقبل الدولة، وتضع الخطوط العريضة للمستهدفات العامة، ومن ضمنها أن تكون الدولة ضمن أفضل 20 دولة على مستوى العالم في تقييم PISA بحلول عام 2021.
وأشارت إلى أن الدولة انصب اهتمامها في التقييم للدورة الأخيرة 2015، والذي شاركت فيه نحو 70 دولة، بالتركيز على مادة العلوم خلافاً لما كان عليه عام 2012، إذ ركزت على مادة الرياضيات، لافتة إلى أن عملية التعاطي مع حيثيات التقييم في مختلف جوانبه تتباين في كل دورة، إذ يتم التركيز على مادة بعينها، وأن الدولة حققت المرتبة 44 في مادة العلوم، وهي المرتبة ذاتها التي تحققت في الدورة السابقة 2012، علماً بأن الطلبة حققوا نتائج أفضل في بعض المهارات المرتبطة بالعلوم في الدورة الأخيرة 2015 قياساً بالسابقة.
وأضافت إن ترتيب الدولة في مادة الرياضيات، وتحديداً في الدورة الماضية 2012 كان 48، في حين تقدمت الدولة 4 مراتب، لتحصد المرتبة 44 في دورة 2015، لافتة إلى أن الدولة أحرزت المركز الأول عربياً في القراءة أيضاً وفق الاحصاءات الدولية.
وبحسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، تعتبر الطلبة الحاصلين على المستوى المتوقع فما فوق يمتلكون المهارات الرئيسة التي تخولهم من تحقيق النجاح المنشود في مجال الاقتصاد المعرفي، كما تؤكد معالي جميلة المهيري، موضحة أن نحو ثلث طلبتنا المشاركين في تقييم PISA، قد وصلوا إلى هذه المرحلة، وفي المواد الثلاث التي يتضمنها التقييم.
وبينت أن ما نسبته 40-49% من الطلبة حصلوا على نتائج في المستوى الأول أو الأدنى، ويصنف هذا المستوى على أنه ضعيف، مشيرة إلى أنه عند مقارنة النتائج بين الدورتين 2012-2015 سنلحظ زيادة في نسبة الطلبة الذين هم في مستوى "ضعيف" في الدورة الأخيرة، وفي الآن ذاته تدني في نسبة الطلبة الذين يصنف وضعهم في المستوى المتوقع.
وأفادت معاليها بأن الطالبات المشاركات في التقييم حافظن على تفوقهن في الدورتين الأخيريتين، لا سيما في القراءة، بيد أنه انخفض قليلاً في الدورة الأخيرة لصالح الطلاب، مبينة أن نسبة الطالبات اللواتي كن ضمن المستوى المتوقع، وصلت إلى 34%، فيما بلغت 28% للطلبة، وأن نسبة الطالبات الحاصلات على مستوى واحد فما دون كانت 35% ، وللطلبة 49%.
أما بالنسبة للقراءة، ذكرت معاليها أن 41% من الطالبات حققن المستوى المتوقع فما فوق، بينما بلغ 25% للطلاب، وفي المستوى الأول فما دون شكلن الطالبات ما نسبته 30%، وللطلبة 52%.
وشددت معاليها على أن دولة الامارات مصممة على بلوغ الأهداف الموضوعة لحصد مركز متقدم في تقييم PISA ، وفق رؤية الدولة 2021، لتكون ضمن أفضل 20 دولة عالمياً، مشيرة إلى أن التحدي كبير، ولكن بالعمل والتخطيط والمتابعة يمكننا تجاوز العقبات، وصولاً إلى تحقيق نتيجة مرضية وملبية للطموحات.
وتابعت: التغذية الراجعة من نتائج التقييم الأخير، ستكون بمثابة وسيلة يُعتد بها، ويعتمد عليها صناع القرار التربوي في وزارة التربية والتعليم، لإحداث التحسينات المطلوبة في السياسات والخطط التعليمية، وضمان توزيع الموارد بالشكل الأمثل للوصول إلى الهدف المنشود.
وأوضحت أنه في هذا السياق اتخذت وزارة التربية والتعليم عدداً من الخطوات الداعمة للجهود التي تصب في هذا الاتجاه، إذ عملت على توحيد الرؤية وخطط العمل بينها وبين مجلس أبوظبي للتعليم، وهيئة التنمية والمعرفة البشرية في سبيل تحقيق أهداف الأجندة الوطنية، ووضع هدف لكل جهة، وآخر للدولة ككل، وإعداد وتنفيذ حملة وطنية للطلبة وأولياء الأمور، والعاملين في سلك التعليم، والمجتمع المحلي، فضلاً عن وضع أهداف فردية لكل مدرسة في الدورات المقبلة في تقييم PISA ، وإصدار تقارير مدرسية ذكية تؤهل المدارس لتحليل نتائجها في التقييم، وتنفيذ برنامج تدريبي شامل لجميع المدارس في الدولة لتحسين الأداء المدرسي عبر استخدام البيانات المتاحة، والتحليل المستمر لنتائج التقييمات الدولية للاستفادة منها في تطوير مناهج واختبارات وزارة التربية وإثرائها بمهارات التقييم، وفي تحديد عوامل ومجالات الضعف لدى الطلبة، ومشاركة الدولة في اختبار PISA الدولي.
واعتبرت معاليها، أن تقييم PISA يعد أداة مهمة في تقييم التعلم المستمر، لأنه يركز على تقييم مهارات الطلبة في تطبيق المعرفة على PISA وتعد الدراسة مؤشراً مهماً في جميع مراحل الحياة.
وقالت إن التقييم يقدم نتائج دراسية واقعية، ويعد هذا الجانب مهماً كونه يظهر مدى جاهزية طلبة المرحلة الثانوية لمواصلة مسيرة تعلمهم بعد تخرجهم في المرحلة الثانوية، مؤكدة أن التقييم بات مقياساً ومؤشراً مهماً في الأداء وسبل تجويد التعليم بالدولة، ومن هنا ثمة اهتمام بالغ به.
وحددت الهدف من المشاركة بالتقييمات الدولية، في تزويد متخذي القرار في الوزارة بمعلومات حول جودة التعليم في الدولة، واتخاذ قرارات التطوير المناسبة، ووضع النظم والآليات لقياس القدرات والمهارات عبر مقارنة أداء الطلبة بنظرائهم على المستوى العالمي في مواد مختلفة، فضلاً عن تزويد معدي المناهج بمعلومات حول التغييرات المطلوبة في المناهج الدراسية وتطويرها.
وقالت إن التقييمات الدولية تساعد على تقييم معارف ومهارات الطلبة ومقارنتها عالمياً بالأعداد الضخمة من الطلبة المشاركين في مختلف الدول، وايجاد العلاقة بين مستوى أداء الطالب والعوامل المحيطة به كالمدرسة والبيئة المنزلية والعلاقات الاجتماعية، إضافة إلى قياس التغييرات في مستوى أداء الطلبة مع مرور الوقت، وتسليط الضوء على السياسة التعليمية.
06/12/2016