انطلقت صباح اليوم
الإثنين أعمال المؤتمر الأول لتنمية الطفولة المبكرة في دولة الإمارات العربية
المتحدة الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم بعنوان "إعادة تصميم خدمات رعاية
وتعليم الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة" بالتعاون مع المجلس الأعلى للأمومة
والطفولة بالدولة، والمكتب العالمي للتعليم-منظمة اليونسكو، ومنظمة اليونيسيف،
وذلك في مركز تدريب المعلمين في عجمان ويستمر لمدة 3 أيام.
ويعد المؤتمر إنجازاً
مرحلياً لوزارة التربية والتعليم حيث يقدم منصة استثنائية لصناع القرار والقياديين
في مجال التعليم والمعلمين بدولة الإمارات العربية المتحدة للاطلاع على آخر
الأبحاث العالمية في مجال رعاية وتعليم الطفولة المبكرة.واعتماد أفضل الممارسات الحديثة لرعاية الأطفال وضمان
نموهم وتنشئتهم بشكل سليم وعلمي.
شهد فعاليات المؤتمر
معالي جميلة بنت سالم المهيري، وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام ومعالي حصة
بوحميد وزيرة تنمية المجتمع بحضور سعادة مروان الصوالح وكيل وزارة التربية
والتعليم للشؤون الأكاديمية، وسعادة سناء محمد سهيل وكيل وزارة تنمية المجتمع وعدد
من القيادات التربوية والمسؤولين.
1100 مشارك
ويشارك في المؤتمر الذي
يتضمن في اليوم الأول 3 جلسات نقاشية و17 ورشة عمل، نحو 1100 معلم ومعلمة وقيادي
تربوي، ويضم 55 خبيراً وباحثاً تربوياً يتشاركون ويتبادلون الخبرات وآخر المستجدات
في مجال الطفولة المبكرة.
استهل المؤتمر جدول
اعماله بالكلمة الافتتاحية لمعالي جميلة المهيري حيث قالت: لقد استقطب هذا الحدث
المهم مجموعة من ألمع العقول من حول العالم في مجال تنمية الطفولة المبكرة، وهو
يشكل فرصة فريدة لمعلمينا لتعلم كل ما هو جديد في هذا المجال.
وأضافت إنه من الضروري
للأطفال بدء تنمية قدرات التعلم في عمر مبكر لنتمكن من تحقيق أحد أهداف خطة 2071 والتي
خصت التعليم المبكر بهدف مهم لتحقيق مهارات القرن الثاني والعشرين، لذلك فإننا
حريصون على أن ندعم معلمينا بالمعرفة نظرا لأهمية تنمية الطفولة المبكرة وتأثيرها
على المجتمع ككل."
رعاية وتعليم
وتابعت حديثها: نحن دولة صغيرة من حيث
الحجم ولكن طموحنا يتجاوز الأرض ويصل الفضاء، وقد حددت دولة الإمارات رؤيتها 2071
والتي ركزت على أهمية منح أطفالنا أفضل رعاية وتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بما
يمكنهم من تحقيق اقصى طاقاتهم ويغرس مهارات القرن الثاني والعشرين فيهم تمهيدا
لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
وذكرت أنه عندما نتحدث
عن الطفولة المبكرة فإننا نتحدث عن واقعنا بعد عشرين او خمس وعشرين سنة، وما نريد
تحقيقه هو ايجاد المعادلة التي تضمن سعادة الأطفال ورفاهيتهم
وصحتهم النفسية وبنفس الوقت تحقق مخرجات تعليمية عالية تستغل اقصى طاقاتهم وتتحقق
من جاهزيتهم للحياة.
ولفتت إلى أن جميع
الظروف في دولة الامارات مهيأة لنجاح مساعينا الوطنية المستقبلية حيث توجد قيادة
واعية لأهمية الطفولة المبكرة من جميع النواحي، ولدينا أمثلة إيجابية متزايدة عن
زيادة وعي المجتمع بأهمية قضاء الابوين وقتا مثمرا مع أطفالهم، فضلاً عن وجود معلمين
وقيادات غالبيتهم يطمحون للأفضل وللتغيير ولتبني أفضل الممارسات، وأنا على ثقة
بأنهم سيستفيدون من جميع الأفكار التي تناقش على مدار أعمال المؤتمر.
وأكدت أن وزارة التربية
والتعليم وضعت خططاً طموحة جدا في شتى المجالات، من أهمها التركيز على بداية مشوار
الطفل والطفولة المبكرة خاصة بعد ضم الحضانات لوزارة التربية والتعليم حيث اكتملت
دورة التعلم منذ الولادة وحتى التعليم الجامعي فكان من الضروري وضع خارطة طريق
يكون الجميع شركاء فيها
جودة البرامج
وكان من أهم أولوياتها،
بناء نظام متطور وفق اطار تشريعي متطور ومعايير ومخرجات واضحة ترتكز على المهارات
التي حددتها رؤية 2071، وبناء منظومة معرفية يتشارك فيها الجميع لتطوير مهارات
المعلمين ومقدمي الرعاية من خلال العمل على تطوير جودة البرامج الجامعية و
الشهادات المهنية والتطوير المهني المستمر، فضلاً عن العمل على خلق شراكات مع جميع
المعنيين لزيادة الوعي بأهمية المرحلة وتطوير جودة الخدمات المقدمة.
وأوضحت معاليها أن
الفترة الماضية عملنا خلالها على مجموعة من المشاريع، قابلة للتطوير ومن مخرجاتها
إعادة تعريف المرحلة لتتماشى مع التعريفات الدولية لتشمل الأطفال منذ الولادة و
حتى عامهم الثامن واعداد سياسة للطفولة المبكرة تحدد مسار العمل في هذه المرحلة و
توضح جوانب الجودة التي سنركز عليها، وعملنا مع مؤسسة "معاً من أجل الطفولة
المبكرة" في فرنسا على تطوير برامج توعوية عن جوانب تطور ونماء أطفالهم من
خلال استخدام وسائل الاتصال المتعددة ، كما يجري العمل حاليا على بناء نظام متكامل
باطار تشريعي يتناسب مع تطلعاتنا، سوف يتضمن قانون الطفولة المبكرة ومعايير
الحضانات، بجانب العمل كذلك على التطوير المتدرج لمنهج رياض الأطفال ليكون متكاملا
مع منهج الحضانات ومنهج الصف الأول والثاني للتأكيد على المهارات التي يحتاجها
الأطفال في المستقبل.
مختبر الأفكار
وعلى هامش المؤتمر
تجولت معالي جميلة المهيري ترافقها معالي حصة بوحميد في مختبر الأفكار الذي يعرض
من خلاله مجموعة من الخبراء أفكارا تناقش الطرق المثلى لاستغلال المصادر التعليمية
المتاحة واطلعوا خلال جولتهم عللا كيفية استخدام الوسائل البيئية والتكنولوجيا
التعليمية لتنمية قدرات ومهارات الأطفال في جميع المجالات.
جلسات المؤتمر
وتم في اليوم الأول عقد
3 جلسات حوارية تضمنت مواضيع مهمة وعد تعليم الطفولة المبكرة وآثار التطورات في
علم الدماغ والأعصاب على تصميم المناهج وتوعية أولياء الأمور بماهية أهم الرسائل.
وشارك المتحدثون
الرئيسيون في الجلسات وهم، الدكتور ستيفن بارنيت وهو أستاذ ومدير المعهد الوطني
لأبحاث التعليم المبكر بأمريكا، والبروفسور غريغوار بورست أستاذ علم النفس التنموي
وعلم الأعصاب المعرفي في جامعة باريس ديكارت، والدكتورة آن ليز دوكاندا طبيبة
وناشطة في مجال تنمية الطفولة المبكرة وهي أيضاً من فرنسا والسير كريستوفر بول من
بريطانيا.
بدوره، أكد سعادة مروان
الصوالح على أهمية المؤتمر الذي يعد منصة مهمة تسهم في تعزيز خبرات معلمينا
وتكسبهم مزيداً من المهارات والقدرات التي تصب في تعزيز استراتيجية الوزارة نحو
الاهتمام بالطفولة المبكرة وتنميتها بالشكل الصحيح، لافتاً إلى أن المشاركين
سيكونون بمثابة نواة لنقل تجربتهم وما اكتسبوه من معارف إلى الميدان التربوي.
وتعليقاً على أهمية
المؤتمر، قالت الدكتورة مانتستسا ماروبي رئيسة مكتب التعليم العالمي التابع لمنظمة
اليونسكو إن رعاية وتعليم
الطفولة المبكرة هي استثمار حتمي وحكيم لأي دولة ترغب في بناء قاعدة راسخة من
الموارد البشرية إذ يؤدي تبني تحقيقها على المدى الطويل إلى مراكمة رأس المال
البشري المطلوب للدفع بعجلة التنمية الشاملة والدامجة والعادلة والمستدامة.
الجلسة الأولى
من جانبه أوضح الدكتور
ستيفن بارنيت في الجلسة الأولى كيف أسهمت الأبحاث في العقود الماضية في مجال
التعليم والتنمية البشرية وعلم الأعصاب المعرفي والاقتصاد في التوصل إلى أن
التجارب المبكرة تترك آثاراً عميقة ومتشعبة على مسيرة التنمية الممتدة طوال
الحياة.
كما تحدث حول أن
التعليم عالي الجودة في مراحل الطفولة المبكرة من شأنه أن يحسن بشكل كبير من حياة
الأطفال الصغار وأن يترك آثاراً دائمة تفيد الأفراد والعائلات والمجتمع عموماً.
الجلسة الثانية
وفي الجلسة الثانية ركز
البروفسور غريغوار بورست في كلمته التي جاءت بعنوان "إعادة تعريف التنمية لدى الأطفال – مساعدة الأطفال في بلوغ كامل
قدراتهم"، على أهمية عدم اعتبار
التنمية الإدراكية على أنها عملية خطية وتراكمية بل ديناميكية وغير خطية، واستعرض
كيف أن هذا الأمر يعد أساسياً في التعلم المدرسي، كما عرض بحثاً يقترح أن التدخل
التربوي يمكن له أن يكون أكثر فعالية من التدخل التقليدي.
وخلال كلمتها عرضت
الدكتورة ماغيون مون، مديرة مكتب الأبحاث والتعاون الدولي في كوريا العوامل التي
تؤثر على مراجعة منهاج نوري الذي تم إطلاقه في العام 2012 لتوحيد مستوى الجودة في
مختلف خدمات الطفولة المبكرة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ثلاث إلى خمس
سنوات في كوريا، وتضمنت مناقشة هذه العوامل التغيرات الاجتماعية وتوقعات الأهل
وعلم الأعصاب والتكنولوجيا والاقتصاد والسياسات.
الجلسة الثالثة
أما في الجلسة الثالثة
والأخيرة، فتطرقت الدكتورة آن ليز دوكاندا الطبيبة والناشطة في مجال تنمية الطفولة
المبكرة بفرنسا إلى آثار البيئة الرقمية على صحة الأطفال الصغار، وذكرت كيف أن
عادات الأهل تشكل العلاقة بين الطفل والعالم الرقمي، كما أشارت إلى آثار الشاشات
على نمو وسلوكيات الأطفال الصغار.
ويقام على هامش المؤتمر
مختبر الأفكار"
(Ideas Lab) على تثقيف المعلمين حول
كيفية إنشاء اركان للتعلم، وسيكون في المختبر 5 محطات يعرض فيها خبراء في الطفولة
المبكرة أفكارا لاستخدام الوسائل التعليمية بطرق أكثر فاعلية من قبل المعلمات.
كما تضمن المؤتمر تنظيم
ورش عمل تطبيقية منوعة وفرت للمعلمات فرص تبادل الأفكار الجديدة والممارسات
المناسبة لأعمار الأطفال مع مجموعة من الخبراء الدوليين، حيث تعرفت خلال اليوم
الأول من المؤتمر400 معلمة على مجموعة من المواضيع المهمة بما في ذلك أساليب
التعليم الفعال في السن المبكرة وكيفية إشراك الأطفال وبناء توجه للتعلم
والاستراتيجيات المتعلقة بتعزيز السعادة في مرحلة ما قبل المدرسة، بالإضافة إلى
العديد من المواضيع الأخرى.
الجدير بالذكر، أن
المؤتمر يختتم فعالياته اليوم الثلاثاء، حيث سيعقبه اجتماع استشاري فني لمكتب
التعليم الدولي يوم الاربعاء الموافق 26 سبتمبر.
25/09/2018