
أدرجت الكتاب ضمن منهاج طلبة العاشر في الدراسات الاجتماعية الفصل الثاني
«التربية» ترسّخ «العمق التاريخي للفكر الاتحادي»
انتهت وزارة التربية والتعليم من جميع إجراءات إدراج كتاب «العمق التاريخي للفكر الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة»، حيث سيطبق بداية الفصل الثاني على طلبة الصف العاشر، ضمن مناهج الدراسات الاجتماعية، والتربية الوطنية، ويأتي ذلك في إطار حرص الوزارة على رفد المخزون المعرفي لطلبة المدرسة الإماراتية بمعلومات عن تاريخ آبائهم وأجدادهم المؤسسين، وتعريفهم بالظروف والعوامل، التي أسست لقيام الاتحاد بين الإمارات السبع تالياً.
ويصاحب المقرر الدراسي كتاب نشاط مخصص للطلبة وهو عبارة عن رؤية وتحليل لكتاب العمق التاريخي مع أنشطة متعددة المهارات والأساليب مع روافد إثرائية للربط مع الهوية والقيم الوطنية ومحاور الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية، والمواد الدراسية الأخرى.
وركز الكتاب على القواسم المشتركة بين مختلف أبناء الإمارات قبل الاتحاد، حيث وحدة اللغة والدين ووحدة المصير، التي ولدت رغبة كبيرة لدى مختلف حكام إمارات الساحل آنذاك ووجهائها، لإنشاء كيان اتحادي يحفظ للإمارات هويتها العربية والإسلامية، وكذلك كان هناك توجه لإنتاج قوة بإمكانها أن تقف في وجه الأطماع المحيطة بالإمارات، حيث سطر أبناء الإمارات، وعلى امتداد القرون الماضية أسمى البطولات في الدفاع عن أرضهم.
تكامل
وقال معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم: إن كتاب «العمق التاريخي للفكر الاتحادي في دولة الإمارات العربية» سوف يحقق عنصر التكامل، الذي تحرص عليه الوزارة في تكوين بنية الطالب ضمن المدرسة الإماراتية، حيث ارتكزت المدرسة الإماراتية على مبادئ عدة من بينها أن تعميق الشعور الوطني والولاء والانتماء للدولة وقيادتها.
وأضاف أن أي تطور شهدته الخطط التربوية والتعليمية استند إلى قواعد منهجية ثابتة، أولها الحفاظ على الهوية الوطنية للدولة، من خلال تطبيق مناهج وطنية تخدم مجمل المرامي والمستهدفات الوطنية، التي من شأنها أن تبقي جذوة الانتماء والإخلاص متقدة لدى الأجيال المقبلة، وكذلك نحرص أن يمتلك طلبتنا وأبناؤنا أدوات المستقبل من خلال تعزيز مهارات البحث والنقد والتحليل لديهم وكل ذلك في إطار منهج يحفظ التوازن في شخصية الطالب في المدرسة الإماراتية.
مفهوم حديث
وأشار الكتاب إلى فطنة الآباء المؤسسين ونباهتهم التي أرست في ما بعد المفهوم الحديث للدولة، والذي ارتكز على الاستثمار بالإنسان والاستفادة من الموارد المتاحة لتحقيق أمنه وأمانه.
وتوقف الكتاب عند أهم المراحل التاريخية التي سبقت قيام الاتحاد بين الإمارات السبع، مع التركيز على جهود المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى امتداد سنوات، حيث كانت تدفع باتجاه ميلاد اتحاد فعلي بين الإمارات السبع تحدد بموجبه كل الحقوق والواجبات لكل إمارة، وبما يحفظ وحدوية الكيان الجديد، ويرسخ استقراره وديمومته، وتمثيله الموحد في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
كما تناول الكتاب ضمن فصوله أثر الاكتشافات النفطية وازدهارها في أبوظبي ودورها بفضل حنكة المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في إحداث نقلة نوعية في حياة أبناء الإمارات.
تجربة متفردة
بدوره، قال ضرار بالهول الفلاسي مدير عام مؤسسة وطني الإمارات، إن دولة الإمارات العربية المتحدة وبعد مضي أكثر من أربعة عقود على قيامها باتت تمتلك رصيداً كبيراً من رسوخ كيانها وبنيتها المؤسسية، ورافق ذلك إنجازات عالمية، حققتها الدولة في مختلف المجالات وهو ما يستدعي تعميق هذا الفكر النابه، الذي قامت عليه الدولة في أذهان الطلبة، بما ينعكس سلوكياً وأخلاقياً لدى الأجيال المقبلة، وبما يحفظ كذلك للدولة هيبتها واستمرار تطورها.
فكر وحدوي
من ناحيتها، قالت عائشة عبيد المهيري رئيسة لجنة الدراسات الاجتماعية إن المدرسة الاماراتية تخلد تاريخ الفكر الوحدوي للآباء المؤسسين من خلال منهج تربوي أساسه وثيقة المعايير الوطنية لمادة الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية، بحيث يتيح كتاب «العمق التاريخي للفكر الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة» للطلبة التعرف على دور الآباء المؤسسين وتأثيرهم بالأحداث والتطورات المهمة في المنطقة ،خلال فترات زمنية مختلفة بحيث يصبح الطلبة على دراية تامة بكل الخلفيات التاريخية التي أسهمت بولادة الاتحاد بين الإمارات.
صور
تضمن كتاب العمق التاريخي صوراً للمعاهدات، التي أبرمت بين أصحاب السمو حكام الإمارات، والتي بموجبها تم الاتفاق على إنشاء اتحاد يضم الإمارات السبع تحت مظلة دولة الإمارات، حيث شكل ذلك بداية لعصر جديد في تاريخ الإمارات التي آمنت منذ البدء بوحدة مصيرها وأعلت كذلك المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية، الى أن شكلت تجربة وحدوية متفردة على الصعيد الإقليمي والعربي، وتشرع في كل محطة من تاريخها بإثراء تجربتها بمزيد من النجاحات والانتصارات في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، الى أن باتت الإمارات رقماً صعباً في المعادلات العالمية والإقليمية، وسداً منيعاً في وجه كل المخططات الظلامية، التي تريدها بسوء.
30/11/2016