وقّعت وزارة التربية والتعليم و"ألف للتعليم"،
الشركة الرائدة في مجال تكنولوجيا التعليم التي تتخذ من دولة الإمارات العربية
المتحدة مقرًا لها، اتفاقيةً تعاون يتم بموجبها تطبيق "نظام ألف"
التعليمي في عشر مدارس حكومية في أبوظبي اعتباراً مع سبتمبر المقبل. وبموجب الاتفاقية، سيتم توسيع نطاق
تطبيق النظام التعليمي المبتكر ليشمل عشرة مدارس حكومية في أبوظبي، لتُغطّي بذلك
ما يزيد عن 6 آلاف طالب وطالبة في الصفوف الدراسية 6 و7 و8 بدءاً من العام الدراسي
المقبل في سبتمبر 2018. شهد توقيع الاتفاقية
معالي حسين بن ابراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، وجاسم الصديقي، الرئيس
التنفيذي لمجموعة أبوظبي المالية وعضو مجلس إدارة شركة "ألف للتعليم"،
ووقعها لبنى الشامسي المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية بالإنابة، وجيوفري
ألفونسو، الرئيس التنفيذي لشركة "ألف للتعليم" وذلك في ديوان وزارة
التربية والتعليم في أبوظبي.
وخضع "نظام ألف" التعليمي في وقت سابق للتجريب
عبر تطبيقه بمدرسة الأصايل، في أبوظبي خلال العام الدراسي 2017-2018 وأظهرت
النتائج زيادةً ملحوظةً في معدلات مشاركة الطلبة في العملية التعليمية وتفاعلهم
معها، فضلًا عن تحسّن ملحوظ في نتائج التعلّم، وهو ما دفع الوزارة إلى اعتماد هذا
النظام وتعميمه وتطبيقه على مجموعة من المدارس الحكومية.
وتضم قائمة المدارس العشرة التي تشملها الاتفاقية
بالإضافة إلى مدرسة الأصايل، كلاً من مدرسة الصقور، ومدرسة فاطمة بنت مبارك،
ومدرسة سعد بن معاذ، ومدرسة عتيقة بنت عبد المطلب، ومدرسة مكة المكرمة، ومدرسة
الظاهر، ومدرسة الخير، ومدرسة قطر الندى، ومدرسة النخبة.
يأتي هذا التعاون الوثيق بين شركة "ألف
للتعليم" ووزارة التربية والتعليم بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2021 التي
تؤكد على تطوير نظام تعليمي ابتكاري رائد، وهو ما يتطلب تحويلًا كاملًا للعملية
التعليمية الحالية
ولأساليب التدريس القائمة، وتهدف الرؤية إلى تزويد كافة
المدارس بأنظمة وأجهزة ذكية كقاعدة لجميع أساليب التدريس والمشاريع والبحوث على حد
سواء.
ويجمع النظام التعليمي المتكامل التابع لشركة "ألف
للتعليم" مزيجًا من أحدث برمجيات وأنظمة التكنولوجيا والمُقاربات التعليمية
والتي تم استخدامها لدعم تطور تعلم الطلاب، ويستند "نظام ألف" إلى ثلاثة
ركائز رئيسية: وهي، بيئة تعلّم رقمية ممتعة وسهلة الاستخدام، تم تطويرها في أبوظبي
من قبل خبراء رائدين في التكنولوجيا، ومحتوى الوسائط الفائقة عالي الجودة تم
تطويره لإشراك وتحفيز التعلّم بمزيج من مقاطع الفيديو والأنشطة التفاعلية والألعاب
المُرتبطة جميعها بمنهج وزارة التربية والتعليم، ونتائج التعلم للصفوف الدراسية 6
و7 و8 بجانب توفير بيانات في الوقت الحقيقي ضمن كل درس لتمكين المعلمين من دعم
التعلّم الفردي وتحديد نقاط القوة والضعف المتعلقة بأداء كل طالب على حدة بشكل فعّال.
بالإضافة إلى ذلك، يُكمل فريق التنفيذ التابع لشركة
"ألف للتعليم" والذي من المقرر أن يتواجد داخل المدارس التي تشملها
الاتفاقية، تجربة التعلّم من خلال تقديم خدمات الدعم لعملية تغيير البنية التحتية
التي سوف تمرّ بها المدارس، بما يسمح بالعمل بالتوازي مع مديري المدارس لتمكين
التحول الرقمي.
تستهدف المجالات الرئيسية المُحددة في الاتفاقية على
تزويد الطلبة بالتقنيات التعليمية والمهارات الضرورية لتحقيق نتائج التعلّم الخاصة
بالقرن 21، من خلال تمكينهم من التعلّم حسب وتيرتهم الخاصة، وبناء مهارات التفاعل
الاجتماعي التعاوني لديهم، والاعتماد على البناء الاجتماعي للمعرفة، وتحويل دور
المعلمين من خلال تزويدهم بالتكنولوجيا التي تُتيح لهم المزيد من الوقت للتركيز
على الطلاب بشكل فردي، فيما يضطلع "نظام ألف" بالجوانب الإدارية لعملهم،
كما تتضمن الاتفاقية أيضًا تحويل المدارس الحكومية العشرة المشمولة بالاتفاقية إلى
مراكز للتميّز التكنولوجي، وذلك بالاعتماد على نظام دعم تكنولوجيا المعلومات الخاص
بشركة "ألف للتعليم.
أكد معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، أن
التحول إلى اقتصاد المعرفة يتطلب تعليماً ديناميكياً يواكب أفضل النظم العالمية
التي ترتكز على واقع جديد قائم على التكنولوجيا والتعلم الذكي والرقمي بما يسهم في
رفع مستويات ونتاجات التعليم والتعلم وتعزيز عملية تفاعل الطلبة، وهو الأمر الذي
يصب في اتجاه واحد وهو تحقيق تعليم إثرائي تنعكس ثماره على الطلبة مهاريا ومعرفيا،
وفي هذا الصدد ارتأت الوزارة المضي قدما في هذه الرؤية من خلال تطبيق النظام
التعليمي المبتكر المتميز "نظام ألف" التابع لشركة "ألف
للتعليم" والذي
أظهر بعد تجربته على إحدى المدارس نتائج جيدة وواضحة
ومميزة وهو ما دفعنا إلى توسيع نطاق المدارس المستهدفة ودخول عملية التنفيذ مرحلة
متقدمة بشمولها 10 مدارس بأبوظبي.
وقال معاليه، إن الوزارة تسعى إلى توفير منصة تعليمية
رائدة وفق نظام دقيق يوفر تكنولوجيا ومحتوى تعليمي مميزان في الوقت نفسه، وتتماشى
مع المنهج الدراسي وتعزز من دافعية الطالب للتعلم وتوفر مساحة للإبداع والفكر
الناقد والتحليل بعمق والاستنتاج، اعتماداً على قاعدة بيانات رقمية فورية تتماشى
مع أساليب التعليم وممارساته الحديثة.
وذكر معالي حسين الحمادي، أن الانتقال إلى اقتصاد
المعرفة يأتي ضمن اولويات وأجندة الدولة ورؤيتها 2021 ومئويتها 2071، وهي ترتكز
على استشراف المستقبل الذي أصبح صناعة وطنية يعتد به، مشيراً إلى دولة الإمارات
تترجم رؤيتها المستقبلية على شكل نهج التطوير، ووضع تصورات ومشاريع ومبادرات
وبرامج خلاقة، ويشكل التعليم أولوية في فكر القيادة الرشيدة، ونحن ماضون بمختلف
الطاقات والامكانات المتاحة لجعله الأفضل عالمياً، وتوسعنا في عملية الاعتماد على
التكنولوجيا الحديثة واقع حتمي ومطلوب يسرع من وتيرة الوصول إلى طموحاتنا وأهدافنا
في تعليم تنافسي ابتكاري ريادي.
وأوضح أن وزارة التربية تسعى إلى توثيق شراكاتها
الاستراتيجية مع الجهات المعنية بتقديم مضامين تعليمية ونموذجية وتفاعلية حديثة
تتماشى مع تطلعاتنا في وزارة التربية لتحقيق المدرسة الإماراتية المتكاملة في
حيثيات وطرائق التعليم المتبعة لديها والمعززة في الوقت ذاته للمنهج الدراسي،
مشيراً إلى أن التعاون مع شركة "ألف للتعليم" نابع من هذا الإطار
وهو تعاون بناء مع شركة رائدة في التعليم التكنولوجي يؤمل له أن يحقق أفضل عوائد
تعليمية على المدى القريب.
وفي هذا الخصوص، قال جاسم الصديقي، عضو مجلس إدارة شركة
"ألف للتعليم"، والرئيس التنفيذي لمجموعة أبوظبي المالية: "أود أن
أُعبّر عن امتناننا وشكرنا لوزارة التربية والتعليم على الثقة التي منحتها لنا في
شركة "ألف للتعليم" من أجل تحقيق هذه الشراكة المهمة. نحن ملتزمون في
"ألف للتعليم" بدعم الأهداف التعليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة
وكذلك استراتيجية استشراف المستقبل التي تستند إلى خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة
الأمد، مدفوعة برؤية وطنية مستقبلية مستدامة وثابتة. وعلاوةً على ذلك، من شأن هذه
الاتفاقية تعزيز التزامنا بالمشاركة في بناء الحضور العالمي لدولة الإمارات
العربية المتحدة بصفتها مركزًا عالميًا جديدًا للابتكار
والعلوم والتعليم والتكنولوجيا، من خلال رؤيتنا في بناء
مستقبل التعليم بمنظور جديد وإعادة صياغته في دولة الإمارات وخارجها حول العالم.
لم يعد يُخفى اليوم أنه لن يكون هناك مكان في اقتصاديات القرن الواحد والعشرين
القائمة على المعرفة سوى للأفراد ممن يتحلّون بمهارات الابتكار واليقظة والتفكير
النقدي والمشاركة الابداعية والمعرفة بالعلوم، وهؤلاء هم طلاب "ألف
للتعليم" اليوم ممن نعمل جاهدين على إعدادهم لتولّي المسؤوليات والقيادة في
عالم متعدد الاختصاصات يعتمد على المعرفة والعولمة والتكنولوجيا. ولا ريب أن
"ألف للتعليم" تعتزم من خلال هذه الاتفاقية المهمة مع وزارة التربية
والتعليم الاستمرار في مسيرتها المتمثلة في بناء عقول المتعلمين وتمكينهم من
الأدوات والأساليب والمحتوى اللازم لتحفيز روح المشاركة والإبداع لديهم، ليس
فقط على امتداد مسيرتهم التعليمية، بل أيضّا لإعدادهم للمُضي قُدُمًا
باستراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة، وتمكينها من تبوؤ مكانة الصدارة حول
في العالم في كافة القطاعات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، ومن ثمّ التأثير
على مستوى العالم على نحو إبداعي ومسؤول ومتميز."
من جهته، أفاد جيوفري ألفونسو، الرئيس التنفيذي لشركة
"ألف للتعليم" بالقول: "تشرفنا في شركة "ألف للتعليم"
باختيار وزارة التربية لنا للاستفادة من مصادرنا واستراتيجيتنا لفائدة الطلاب في
المدارس العشرة الحكومية التابعة للوزارة في أبوظبي والمشمولة بالاتفاقية.
وقال: لا تقدم شركة "الف للتعليم" منتجاً تعليمياً
الكترونياً أو رقمياً فحسب، بل تطرح نظاماً تعليمياً متكاملاً يهتم بأدق التفاصيل
فيما يتعلق بالتكنولوجيا من جهة والمحتوى التعليمي من جهة أخرى. ويتكيّف
"نظام ألف" مع المناهج الدراسية المختلفة، حيث يعمل فريق من 300 خبير في
التكنولوجيا والمحتوى على تطوير منصة تعتمد على البيانات الفورية وتناسب جميع
المناهج وأساليب التعليم المتطورة. ونعتزم العمل بشكل وثيق مع المدارس التي سيتم
تطبيق نظامنا التعليمي فيها لتزويد الطلاب بمنصة التعلّم الأفضل في فئتها، كما
نتطلع لتوسيع نطاق عملياتنا لتشمل مدارس أخرى داخل دولة الإمارات وخارجها."
18/06/2018