نظم مجلس
الإمارات للشباب في عجمان اليوم ثالث جلسات "مناظرات الشباب" تحت عنوان
"اختيار التخصص بناءً على الشغف أم متطلبات العمل"، وذلك بحضور معالي
حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم ومعالي شما بنت سهيل بن فارس
المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب رئيس مجلس الإمارات للشباب، وسعادة مروان
الصوالح، وكيل الوزارة للشؤون الأكاديمية للتعليم العام، ومجموعة من أعضاء المجلس
الشبابية ونخبة من طلاب المدارس وأعضاء الهيئات التعليمية المشاركة.
وحل كل من
عبد الله لوتاه المدير العام للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، ورزان خليفة
المبارك الأمين العام لهيئة البيئة أبوظبي، ومحمد سعيد حارب الرئيس التنفيذي لشركة
"لم ترى" للإنتاج الفني، كخبراء لجنة التحكيم، والتي انعقدت في معهد
تدريب المعلمين بمشاركة مجموعة من الطلاب المتفوقين، حيث تم استعراض آرائهم و
مقترحاتهم حول أفضل السبل لاختيار التخصص الدراسي، وأثره في الحصول على فرصة عمل
والتطور في المسار المهني بالمستقبل، ومدى ارتباطها بالمتغيرات، ومجموعة الفرص
والتحديات الناجمة عن التطور التكنولوجي خصوصاً في ظل التقدم الذي يشهده العالم
بالتزامن مع الثورة
الصناعية
الرابعة.
وفي كلمته
الافتتاحية
أكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية
والتعليم، أن الشباب هم الركيزة الأساسية التي يعول عليها في تحقيق طموحات القيادة
الرشيدة وتطلعات دولة الإمارات لتأخذ دورها الريادي والمستحق على الصعد كافة، ومن
هنا اولت القيادة الشباب جل اهتمامها بحيث تعمل على تهيئتهم وتمكينهم ليكونوا رواد
المستقبل باعتبارهم الاستثمار الحقيقي للمستقبل.
وأثنى معاليه
على "مناظرات الشباب" التي تنبثق عن رؤية مستقبلية واعدة لمجلس الإمارات
للشباب، تركز على تنمية مهارات الشباب وهو ما يسهم في بناء شخصية مواطنة متزنة
مسؤولة تمتلك مهارات الحوار والاقناع بغرض تعزيز قدراتهم الشخصية ليكونوا خير
سفراء للوطن داخلياً وخارجياً.
وذهب إلى أن
فن الحوار والاقناع والتأثير من الفنون التي ينبغي على كل فرد فينا أن يمتلكها
ويتقنها ببراعة، فهي وسيلة مهمة للقدرة على التغلب على المشاكل التي تواجهنا في
حياتنا اليومية.
وأعتبر أن
هذه المناظرة الشبابية تأتي من منطلق اهتمام وزارة التربية والتعليم في بناء
أجيال، بجانب كونها مهيأة علمياً أيضاً تمتلك مهارات القرن 21، وهي تطبيق عملي
للمهارات والسمات الخاصة بالمدرسة الإماراتية والتي نسعى إلى غرسها في طلبتنا
..مشيرا إلى أن الطالب أو الشاب الذي يتمتع بالفكر الناقد والقدرة على النقاش
والحوار والاقناع يستطيع أن يعزز من نجاحاته على الصعد كافة، ويرسم لنفسه طريقاً
واضح المعالم.
وشدد معاليه
على أهمية المناظرة التي تتمثل في اختيار التخصص الجامعي بناء على الشغف والميول
أو حسب متطلبات سوق العمل ..لافتاً إلى أن هذه القضية المهمة التي لطالما شغلت
وتشغل بال الطالب في مرحلة التعليم العام كونها هي البوابة للعبور إلى الحياة
المهنية لتحقيق الطموحات والأحلام التي تراود الطالب وتبث فيه الحماسة والدافعية
والحافزية لإطلاق العنان لطاقاته وأفكاره الخلاقة، وهو بالتالي ما يسهم في تشييد
لبنات الوطن.
وأشاد معاليه
بالأداء الذي قدمه الطلبة خلال المناظرة والأفكار البناءة التي طرحوها، وما
يتمتعون به من فكر راق وقدرة على الحوار والبحث والاسترشاد بالحقائق والبيانات
الواقعية، وهو ما يجعلنا نطمئن إلى أن شبابنا يسيرون على الطريق الصحيح، وأن
المستقبل بيد مؤتمنة ستسهم بعون الله في رفد الوطن بمزيد من الإنجازات والبناء
والعمل الذي يقدم الاضافة ويحافظ على المكتسبات تحقيقاً لمجتمع متماسك وبناء
الإنسان
من جانبها ، قالت معالي شما بنت سهيل بن فارس
المزروعي :" نلتقي اليوم من خلال هذه المنصة المثالية لمناقشة الموضوعات التي
تهم الشباب، فهذه المبادرة تعتبر في غاية الاهمية كونها توفر منبراً لتعزيز الحوار
الإيجابي والبناء، ومساحة نتبادل من خلالها الخبرات والمعرفة التي تمكننا من
الارتقاء بواقع الشباب من خلال التعرف على احتياجاتهم والعمل على تحقيق أمالهم
وطموحاتهم ليكونوا مساهمين بشكل فعال في مسيرة التنمية وتقدم مجتمعاتهم".
وأضافت
معاليها " نحن سعداء بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتنظيم هذه الجلسة
التي اتاحت لنا وللشباب التعرف على الآراء المختلفة حول اختيار التخصص الأكاديمي،
والدراسات حول الموضوع، بما يدعم جهودنا المشتركة للعمل معاً على استكشاف أفضل
الحلول لمختلف المواضيع التي تواجه شباب اليوم وقادة المستقبل وتوحيد جهودنا لوضع
أسس مستقبل أفضل لهم من خلال هذه المبادرة التي تجسد الوعي الكبير لدى الشباب
الإماراتي وقدرتهم على طرح أفكارهم ومناقشتها بأسلوب بناء للخروج بنتائج يمكن
البناء عليها لمعالجة أكثر المواضيع إلحاحاً لدى الشباب".
وأكد
الداعمون للفكرة بأن مواكبة مسيرة البناء والنهضة بالدولة تعتمد بشكل أساسي على
إيجاد جيل جديد من الكفاءات في مجالات تواكب توجهات القيادة الرشيدة في الاستعداد
لمرحلة ما بعد النفط وتعزز دورهم كونهم شركاء في بناء مستقبل الوطن ..معتبرين أن
ذلك واجب وطني يحفز الشباب على التوجه إلى التخصصات التي تلبي خطط حكومة دولة
الإمارات الاستراتيجية .. واستعرضوا عدة نماذج ودراسات لمراكز بحثية وتقارير
للوزارات والمؤسسات بالدولة توضح نسب النمو ضمن القطاعات المختلفة بالدولة.
وسلط
الداعمون للفكرة الضوء على جهود وزارة التربية والتعليم في إطار سعيها لتنفيذ
مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 الهادفة إلى إيجاد منظومة تعليمية
متكاملة ومتطورة تتلائم مع التحولات والتغيرات المتسارعة وتلبي متطلبات سوق العمل
في المستقبل، وأشاروا للاتفاقية التي وقعتها دولة الإمارات مؤخراً مع روسيا لإعداد
و تدريب أول رائد فضاء إماراتي، كما استشهدوا بنتائج دراسات تم استعراضها خلال القمة
العالمية للحكومات بأن 47% من الوظائف الموجودة حاليا ستلغى أو يتم أتمتتها في حين
أن طلاب المرحلة الابتدائية حالياً سيشغلون في المستقبل 65% من الوظائف التي سيتم
استحداثها في المستقبل.
وفي المقابل
أكد الفريق الآخر بأن اتباع الشغف والطموح هو الوسيلة الأمثل لاختيار التخصص
الدراسي وبالتالي الخوض في مجالات عمل وتخصصات تزيد الفرد ابتكاراً وإبداعاً، حيث
تناولوا أمثلة عالمية لرواد الأعمال قدموا نماذج فريدة لم تكن موجودة من قبل بفضل
تمسكهم بشغفهم وحرصهم على تحقيق تطلعاتهم وطموحهم.
وأشار الفريق
إلى دراسة شملت شريحة واسعة من الأفراد في الهند والصين والمانيا والولايات
المتحدة توضح بأن 60% منهم لم تكن لديهم القناعة والثقة في وجود توجهات ثابتة لسوق
العمل يمكن الارتكاز عليها في التخطيط للمسار الوظيفي وانتقاء التخصص الدراسي نظرا
لما تواجهه القطاعات المحلية أو العالمية على حد سواء من تغيرات وتأثرها بالعوامل
المختلفة، هو ما يمثل مخاطرة كبيرة في الاعتماد على توجهات أسواق العمل.
وأشاد الفريق
المنافس بالاهتمام الذي تبديه القيادة الرشيدة وحرصها على بناء اقتصاد متنوع قائم
على المعرفة والابتكار والاستثمار في الكفاءات ، كما أشادوا بجهود وزارة التربية
لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية توفر للطلاب مناهج معرفية قائمة على تبني التقنيات
الحديثة كوسيلة أساسية للتعليم والتحفيز على الابداع.
وقامت لجنة بتقييم مداخلات الطلاب وقياس مدى أهمية الأدلة التي
قدمها الطلاب المشاركون في الجلسة، حيث قامت اللجنة بتوجيه الأسئلة للشباب
ومناقشتهم للتمكن من التعرف على رؤيتهم والإطلاع على طموحاتهم بشكل أفضل.
05/07/2018